2.24.2009

{همس القلوب} قصة جميلة

الســــــلام عــليكــــم ورحمة الله وبركاته

قصة جميلة..

يقول : ستيفن كوفي

 

كنت في صباح يوم أحد الأيام  في قطار الأنفاق بمدينة نيويورك، وكان الركاب جالسين في سكينة بعضهم يقرأ الصحف وبعضهم مستغرق في التفكير، وآخرون في حالة استرخاء, كان الجو ساكناً مفعماً بالهدوء!!

 

فجأة ... صعد رجل بصحبة أطفاله، الذين سرعان ما ملأ ضجيجهم عربة القطار...

جلس الرجل إلى جانبي وأغلق عينيه غافلاً عن الموقف كله..

كان الأطفال يتبادلون الصياح ويتقاذفون بالأشياء ,,,

بل ويجذبون الصحف من الركاب وكان الأمر مثيراًً للإزعاج ..

ورغم ذلك استمر الرجل في جلسته إلى جواري، دون أن يحرك ساكناً ..!؟

لم أكن أصدق أن يكون على هذا القدر من التبلد، والسماح لأبنائه بالركض هكذا دون أن يفعل شيئاً..!؟

 

يقول (كوفي) بعد أن نفد صبره..

التفت إلى الرجل قائلاً: إن أطفالك يا سيدي يسببون إزعاجاً للكثير من الناس، وإني لأعجب إن لم تستطع أن تكبح جماحهم أكثر من ذلك..!!؟

إنك عديم الإحساس..

 

فتح الرجل عينيه، كما لو كان يعي الموقف للمرة الأولى وقال بلطف:

 

نعم إنك على حق، يبدو انه يتعين علي أن أفعل شيئاً إزاء هذا الأمر، لقد قدمنا لتونا من المستشفى..

 

حيث لفظت والدتهم أنفاسها الأخيرة منذ ساعة واحدة، إنني عاجز عن التفكير، وأظن أنهم لا يعلمون كيف يواجهون الموقف أيضاًً ..!!

 

يقول ( كوفي )، تخيلوا شعوري آنئذ؟؟، فجأة امتلأ قلبي بآلام الرجل وتدفقت مشاعر التعاطف والتراحم دون قيود..

 

قلت له : هل ماتت زوجتك للتو؟، إنني آسف،هل يمكنني المساعدة ...؟؟

 

لـــــــــقد ... تغيـــــــــــــــــر كل شيء في لحـــــــــــــــــظة !!

 

 

 

انتهت القصة ... ولكن...

 

لم تنتهي المشاعر المرتبطة بالموقف في نفوسنا...

 

نعم ...كم ظلمنا أنفسنا حين ظلمنا غيرنا في الحكم السريع المبني على سوء فهم وبدون حتى أن نبحث عن الأسباب اللي أدت إلى تصرف غير متوقع من إنسان قريب أو بعيد في حياتنا..

 

سبحان الله ما إن تنكشف الأسباب وتتضح الرؤية، نعرف أن الحكم الغير عادل الذي أصدرناه بلحظة غضب كان مؤلم على النفس، ويتطلب منا شجاعة للاعتذار والعودة إلى الله والتوبة عن سوء الظن.

 

 

أيها الأعزاء

 

هذه القصة تذكرنا بحوادث كثيرة في حياتنا، كنا في أحيان ظالمين وفي أحيان أخرى مظلومين، ولكن المهم في الأمر ، أن لا نتسرع في إصدار الأحكام على الغير.

 

وإذا أخطئنا نبادر بالاعتذار، وإذا وقع علينا الظلم نغفر.

 

وهذه هي الشجاعة، وحسن الخلق، مع من حولنا من الناس.

 

هذا هو ما وصانا به حبيبنا المصطفى، من حسن الأخلاق ولين التعامل مع الناس.

 

يقول الإمام الشافعي رحمه الله:

سامح صديقك إن زلت به قدم فليس يسلم إنسان من الزلل


--~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~
دمتم بألف خير
أخوكم موسى المحسن
www.almoshtag.blogspot.com
-~----------~----~----~----~------~----~------~--~---

0 التعليقات:

إرسال تعليق