8.05.2009

{همس القلوب} ثقافة (الاعتذار) في اليابان

 

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الخير عليكم جميعاً
أتمنى تكونوا بألف خير
قصة اليوم جميلة جداً، أتمنى أن تنال على إعجابكم

ثقافة (الاعتذار) في اليابان


شخص كان في زيارة لليابان لإلقاء محاضرة وأثناء استقلاله لأسرع قطار في العالم المسمى بقطار الطلقة" Bullet train" الذي تشبه سرعته سرعة طلقة الرصاص، ما بين طوكيو والعاصمة القديمة كيوتو.

يقول وقفت على رصيف القطار بصحبة صديقي الياباني حيث كانت تذكرتهما تشير إلى أن مقعديهما سيكونان في العربة الخضراء وللعلم اليابانيون يطلقون الألوان على درجات القطار، فلا يقولون عربة الدرجة الأولى أو الثانية أو الثالثة وإنما العربة الخضراء والحمراء والصفراء أشار إليه مرافقه الياباني أن يقف في المكان المخصص على الرصيف لباب العربة الخضراء وفي الموعد المحدد بالضبط وصل القطار وجاء باب العربة الخضراء في المكان المحدد له مع فارق بضعة سنتيمترات من حيث يقف صاحبنا.

فقال صاحبنا مداعباً صديقه الياباني وفي نفسه حرقة على فارق التقدم بين اليابان وعالمنا العربي لا سيما انه لم يزر بلادنا من قبل فقال له: كيف يقف القطار بعيداً بضع سنتيمترات وليس أمامي تماماً، كيف يُسمح بتلك الفوضى؟

لم يكن يتوقع أن الشاب الياباني لم يفهم تلك الدعابة فلقد كست وجهه الحمرة خجلاً واخذ يتأسف لِما حدث مؤكداً أن هذا لا يحدث إلا نادراً، ووعد بأنه سيخبر المسئولين حتى لا يتكرر ذلك ثانية.

في الرحلة التي دامت اقل من ثلاث ساعات ظل يجيء ويروح للتحدث مع العاملين الذين جاءوا واحداً وراء الآخر ليعتذروا لصاحبنا عما حدث وحين وصلا إلى كيوتو وجد مدير المحطة ينتظره بنفسه على الرصيف ليقدم له هو الآخر اعتذاره عما حدث في محطة طوكيو ومؤكداً أن ذلك لن يحدث ثانية.

واختتم الشخص هذا الموقف تأكيده: لصديقه الياباني انها مزحة والذي بدا متعجباً وفغر فاه في دهشة قائلاً لماذا؟ فأجابه لأن تلك مسألة عادية جداً بمقاييسنا وهي يمكن أن تحدث في أي مكان! فقال له صديقه الياباني ولكنها لا تحدث في اليابان.

لعلي هنا أتوقف وأتساءل بعد هذا الموقف اللطيف هل الاعتذار لابتعاد البوابة بضعة سنتيمترات أمر مشروع أم مبالغ فيه. قد يكون في عالمنا العربي هذا الأمر ضرباً من الخيال ولكن ما هي الحدود المنطقية لكي يعتذر المسؤول، وقبل الاعتذار أترانا نستطيع معاتبة احد المسئولين وقبل ذلك كله هل هو يخطيء أصلا؟

لماذا المسئول هناك يعتذر، إن اخطأ؟ ولماذا يستقيل إن اخفق؟ وماذا يا ترى يصنع الياباني لو كان الأمر اكبر من ذلك؟.

لو كان ما يحدث في شؤوننا الصحية المحلية من مآس حدث في اليابان كيف يكون اعتذار المسئول الصحي.

ولو كان ما يحدث في شؤون الكهرباء عندنا حدث عندهم كيف تراه يكون اعتذار مسئول الكهرباء.

ولو كان التعليم واخفاقاته حدث في اليابان كيف كان اعتذار مسئول التعليم.

ولو كانت الأنفاق والجسور تبدأ مشاكلها قبل أن يبدأ تشغيلها حدثت في اليابان كيف تراه اعتذار مسئول البلدية.

ولو كانت حوادث المرور بأعدادها المخيفة من وفيات واصابات حدثت عندهم كيف تراه كان مسئول المرور والشرطة.

لو ولو ولو مئات بل ألوف من الأسئلة ستظل حائرة ولكن تبقى نتيجة واحدة لو كان ما يحدث عندنا حدث في اليابان لأصبحت اليابان من دول الجامعة العربية!!

دمتم بألف خير

أخوكم موسى المحسن

تفضلوا بزيارة موقعي الشخصي

www.almoshtag.blogspot.com



Express yourself instantly with MSN Messenger! MSN Messenger
--~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~
دمتم بألف خير
أخوكم موسى المحسن
www.almoshtag.blogspot.com
-~----------~----~----~----~------~----~------~--~---

0 التعليقات:

إرسال تعليق